حرر
في الأربعاء 20-11-1431 هـ 05:11 مساء - الزوار : 2293 - ردود : 9
بسم الله الرحمان الرحيم
الحمد الله و كفى و الصلاة والسلام على عبده المصطفى و بعد
لكل إنسان و في حياته أحداث بقيت راسخة في وجدانه و لا ينساها حتى يدخل بها قبره و من كرم الله علي ان عرفني هذا الجهد و أنا في بداية شبابي و ثبتني عليه حتى في الأحوال العصيبة التي مرت بها بلادي الجزائر و لا يمكنكم ان تتصوروا كيف كانت شديدة و صعبة هذه الأيام على الملتزم خاصة في ظاهره فكنا نمشي و نخشى ان يتخطفنا الناس فاسأل الله العظيم رب العرش العظيم ان يفهمنا هذا العمل و يثبتنا فيه حتى نلقاه وان يقبلنا عنده في الصالحين أمين
أردت في هذه الأسطر ان اذكر بعض الأيام عشتها منذ أكثر من ست عشرة سنة و ما زلت أعيشها في ذاكرتي و في وجداني فأحببت ان أشرككم معي في ذكرها فلها عبر و ايضا ندرك ما لهذا الجهد من أسرار لا يعلم منتهاها الا الله
ففي سنة 1994م كانت الأحوال على أشدها في تلك الفترة و كان هذا الجهد المبارك لم يتوقف و لا للحظة واحدة فكانت الجماعات تخرج في القرى و البوادي و المدن الكبرى و في الصحراء ايضا و كان الأحباب يترددون على المشايخ بأعداد كبيرة و بدون توقف و بشكل شبه عادي و كان الجهد هو العمل الوحيد من بين الأفكار الأخرى الذي بقي صامدا و بشهادة الجميع حتى المعارضين و هذا بفضل الله و كرمه ثم بفضل وصايا المشايخ رحمهم الله و من بقي منهم حفظه لنا وبارك لنا في حياته
ففي تلك الأيام و لحكمة أرادها الله ان تكون كنا في اللقاء الأسبوعي او الاعتكاف كما يسميه الأحباب وهذا في مسجد الأنصار وكان مركزا لنا في منطقتنا وهران و كان عدد الحاضرين تقريبا خمسمائة نفر و أكثرهم من الضيوف حضروا للخروج في سبيل اللهللداخل و الخارج وبعد صلاة العشاء و قراءة من حياة الصحابة و أثناء استرخائنا دخل على حينغفلة قوات الأمن وبدءوا بالتفتيش في المركز على غير العادة ثم اقتادونا الى مراكز الشرطة المختلفة و هذا من غير عنفو لا تهديد و الغريب في الأمر ان كل الأحباب الذين جاءوا للخروج في سبيل الله أطلق سراحهم وعادوا من حيث أتوا أما نحن الذين لم تكن نيتنا كذلك بل جئنا للاعتكاف فقط وكان عددنا حوالي 15 عشر نفرا و هذا مع جماعة الشورى فاقتادونا الى المحكمة و القاضي حار في الأمر و أمر بان نودع في السجن حتى ينظر في الأمر وكان الأمر كذلك
اقتادونا الى سجن المدينة و أتذكر انه كان قبل المغرب بقليل و استقبلنا مدير السجن و قال لنا و بالحرف الواحد مرحبا بكم و سمعنا عنكم أنكم مسالمون و عندنا أربعة نفر منكم فهم قائمون بالدعوة هنا فهم جيدون و ارجو ان تكونوا كذلك و بالفعل كان أربعة من الأحباب رجعوا من أربعة أشهر و واحد منهم من مقامي فأمر المدير الحرس بأن يهيئوا لنا القاعة و ان يعطونا الفراش الجديد الغير المستعمل و ان يكون طعامنا من طعام الحرس و ليس من طعام المساجين و هنا طلب منه واحد من الأحباب بان مطلبنا واحد فقط فقال المدير نعم فما هو فقال الأخ ان تفتح لنا أبواب الزنزانات لنتكلم مع المساجين في الدين و الإيمان يوميا فقبل المدير على الفور الا انه اشترط ان لا تكون الدعوة في الساحة العامة بل تكون في الزنزانات الخاصة و يقصد بها البيان و ايضا طلب منا ان نتجنب التكلم مع الجهاديين و كانوا في رواق منعزل فكان الأمر كذلك فصعدنا الى القاعة المخصصة لنا فو الله كانت أنظف مما كنا نتصور و الفرش جديد فاختار كل واحد مكانه بنظام و هدوء تام وأذن احد الأحباب للمغرب و صلينا ثم جلسنا للشورى لترتيب أعمال الخروج فسبحان الله وجدنا أنفسنا خارجين في سبيل الله ولا واحد منا كان مرتبا أموره للخروج و لكن الله سبحانه يفعل ما يريد بالأسباب و بدون أسباب و ضد الأسباب و كل الأحباب كانوا من القدماء و لا يوجد أي احد فينا جديد أتذكر هذه التفاصيل رغم قدمها نوعا ما لأني علمت ان هذا ترتيب الله سبحانه فلن يمحو من بالي أبدا على كل كنا في الصباح حوالي الساعة العاشرة نتفرق في ساحات السجن بالدعوة الانفرادية و بعد العصر يقودنا الحرس الى الزنازين الخاصة للبيان وكنا نقيم حلقات التعليم في أحكام الصلاة للمساجين و ما لبثنا الا بضعة أيام حتى اخبرنا احد الحراس ان كل نزلاء السجن بدءوا الصلاة فأصبحنا نسمع الأذان في كل مكان من السجن و كان الحرس يتركون باب القاعة مفتوحا ليلا و كانوا ايضا يشاركوننا الاعمال في حلقات التعليم و الصلوات فتغيرت أحوال السجن بعد مدة و قد بدى واضحا في تعامل الحرس مع المساجين ففي الأول رأيناهم يعنفونهم فلما تغير سلوك المساجين تغيرت معاملة الحرس معهم حتى مرة زارنا المدير في القاعة فقال لنا عملكم هذا من أين أتيهم به لماذا لا يقوم أئمة المساجد بهذا فبينا له ان هذا أمر عادي فهذه مهمة كل مسلم الا أننا نسيناه فلو يعود المسلمون إليه بان يصلحوا أنفسهم بالعبادات و يصلحوا غيرهم بالدعوة لصلح الأمر كله
و كانت بعض الاعمال استفاد منها الأحباب خارج أعمال الدعوة فكان احد الأحباب القدماء و كان يحضر الماجستير في العلوم الشرعية وهو الآن متفرغ للجهد يلقي شرحا للطحاوية مع حفظ المتن فما لبثنا مدة حتى أصبح كل الأحباب يحفظها عن ظهر قلب و كنت ايضا القي بعض الحلقات في المصطلح و أحكام التجويد و كانت الدعوة لا تتوقف و الزيارات و حلقات التعليم و قيام الليل فهل تدرون كم لبثنا في السجن ?? 40 يوما بالتمام و الكمال ففي اليوم التاسع و الثلاثين اخبرنا مدير السجن بأنه غدا سنعود الى المحكمة
وهنا نبهنا احد الأحباب بالمدة التي قضيناها هنا و قال ان القاضي سيطلق سراحنا غدا ان شاء الله و في الغد قمنا بزيارات الى نزلاء السجن و وصيناهمبملازمة الاعمال لأننا ربما لن نعود الى هنا وبان يزروننا في المركز و بدى الحزن على وجوه الحرس و هنا خيم صمت رهيب في السجن و هذه اللحظة لن أنساها ما دمت حيا فكان السجن كخلايا النحل ثم رحل النحل و ترك الخلايا بعسلها
فعندماوقفنا عند قاضي التحقيق فنظر إلينا وقال لنا لست ادري كيف نسيتكم اذهبوا فانتم أحرار و البراءة للجميع و عاد كل واحد الى مقامه يذكر أحوال خروجه
فهذا خلاصة ما أردت ان أشرككم معي في ذكرى هذه الأيام التي قضيتها في سبيل الله في هذا المكان الذي لم أكن يوما يدور في بالي أني سأخرج فيه فهذا الجهد عجيب أمره و أسراره
وفق الله الجميع لما يحبه و يرضاه و ان يجعل أعمالنا خالصة لوجهه الكريم
حرر في الأربعاء 20-11-1431 هـ 09:50 مساء || رقم المشاركة : 13330
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي بارك الله فيك على هذه الأحوال التي تبين حقيقة ومزاج الدعوة والتبليغ ...دعوةالحال ...
أحبابي الكرام ادعو الله لنا ...قدرا من الله لناغدا إن شاء الله تعالى جولة لأحد السجون مع بعض الدعاة ...عدد نزلاء هذا السجن حوالي 600 سجين ...!!!!
حرر في الأربعاء 20-11-1431 هـ 11:27 مساء || رقم المشاركة : 13334
أحوال طيبة، اللهم زد وبارك ..
تقبل الله منا ومنك شيخي عبد الغني..
سمعنا أحوال طيبة عن السجون في أمريكا وبلجيكا عن جهد الأحباب.. ففي بلجيكا تعجب حراس السجن من تغير تصرفات السجناء إلى الأفضل، كانو سوء الخلق، أهل مشاكل كما نقول في العامية، ولكن عندما زارهم الأحباب إنقلبو 180 درجة إلى الأفضل ولله الحمد وسئل حراس السجن الأحباب متعجبين: كيف تعلمتم هذه الطريقة في التعامل؟ فبدء الأحباب بتشكيل الحراس للخروج .. قالو أخرجو أربع شهور أو أربعين ثم سوف تتعلمون.
حرر في الخميس 21-11-1431 هـ 03:52 مساء || رقم المشاركة : 13341
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخواني بفضل الله تعالى قمنا صباح هذا اليوم بزيارة أحد السجون في ؟؟؟؟...وحضر البيان حوالي 600 سجين ..
ثم كان كلام الدين والإيمان ثم بعده الإكرام ...وبعد ذلك كان الاختلاط مع كبار ضباط السجن وبيان أحوال الدعوة ...وقدرا من الله جل وعلا حضر الى ذلك السجن إمرأتان شابتان بلباسهن ؟؟؟ ويحملن الصليب على صدورهن ومعهن مترجم جئن لزيارة السجناء ...
بفضل الله تعالى ...بدئنا بدعوة الحق
فقمن بالتعرف عليهن الأولى من النروج والأخرى من السويد ويعملن في برنامج تابع للصليب الأحمر ...ولكن الظاهر أنهن منصرات ...
بفضل الله تعالى قمنا بدعوتهن الى الإسلام (....) بالحكمة والموعظة الحسنة وبيان مقصد خلق هذا الكون ومقصد خلق الإنسان وبيان حقيقة دعوة الأنبياء وأساسها التوحيد لا إله إلا الله محمد رسول الله
في نهاية اللقاء طلبت إحدهن المصحف المترجم ...وطلبت منا زيارتهن مرة أخرى ...
أقول سبحان الله أهل الباطل من النساء والرجال لهم جهود وبرامج على جميع طبقات المجتمع من المسلمين في المستشفيات والمدارس والجامعات والسجون ...فأين أهل الحق ؟؟؟
والله يا أحبابي أننا رأينا السجناء اثناء البيان يبكون الدموع علما أن بينهم مجرمين ومنهم من هو محكوم عليه مددا طويلة ...ثم بعد البيان قاموا يسلمون علينا ونظراتهم إلينا وكأنهم يقولون لنا أنتم ظلمتمونا ...وأنتم قصرتم معنابعدم تذكيرنا ودعوتنا الى الله تعالى ...ووالله ودعنا السجن ونحن في شوق لزيارة سجون أخرى
فمن مستعد أن يجعل الدعوة الى الله تعالى مقصده؟؟؟
حرر في الخميس 21-11-1431 هـ 04:30 مساء || رقم المشاركة : 13343
الاخ عبد الغني الاحول
هذه سنة سيدنا يوسف وهي الدعوة في السجن
حصلت في وهران لكم كما حصلت في دولة اخرى وسبق نشرها
واليكم التفاصيل والتوافق بما حصل لك في اقصى الغرب العربي
وما حصل قلب العروبة
افتح اتلرابط
حرر في الخميس 21-11-1431 هـ 11:20 مساء || رقم المشاركة : 13349
موقف متكرر الكاتب: سالم محمد
هذا الموقف تكرر كثير واخر مره رجل من احبابنا حصل لبس ان متهم بتهمه كبيره ذكر اسمه عند المحققين وعند دخول هذا الحبيب الى البلد الذي فيه المتهم مسكوه وذهبو به الى السجن وعند دخوله السجن وجد اناس منذ سنوات والبعض يبكي والاخر يشتكي وعند دخول وقت الصلاه اذن واقام الصلاه وبعد الصلاه اخذ يبيان ويرغب بصبر والفرج من عند الكريم وبعدها اعطاء كل واحد مصحف ويجود لهم القران ويقول ناس ماعندهم شغل فشغلتم بلاعمال التي هي سبب الفوز والنجاح والتي هي سبب صلاح الاحوال حتى يقول انه اذا سكت قالو اكمل ياشيخ جلس 7 اشهر ثم خرج من السجن وهو برئي براة الذئب من دم ابن يعقوب والله المستعان ولاحول ولاقوة الى بالله وهل السجن والسجانين بعضهم اخذ يبكي وهو يودعه وبعضهم يقول والله ان خرجت من السجن بخرج 4 شهور وكان يشكل الجميع حتى الظابط المحقق وشخص من احبابنا قصته قديمه كنا نسمعها من بعض الاحباب تشبهها بدرجه كبيره ولكن بسبب الاعمال الله اصلاح الاحوال..
حرر في الأحد 24-11-1431 هـ 01:53 مساء || رقم المشاركة : 13398
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته
كيف هي احوالكم ايها الاحباب فما ذكره اخونا ابو مصعب يجعلنا نفكر دائما في بدل المزيد من الجهد و خاصة في هذه الاماكن و في الاسبوع الماضي بدئنا في زيارات الى المستشفى الكبير في مدينتنا و هو بنفسه مدينة و فصلنا ان تكون يوم الاحد و الاربعاء و في الاربعاء الماضي ذهبت اربع جماعات كل واحدة من ثلاثة نفر بالاكرام فزارت ارع اجنحة للمرضى فكان لها اثر كبير للرجال و النساء فكان اكثرهم ترك الصلاة بحجة ان حالته لا تسمح له بالصلاة لعدم الطهارة فعلى حسب الاحوال التي ذكرها الجماعة فنحتاج الى جهد من غير توقف فالفكر و الاخلاص و الجهد مع الحرقة و التضرع الى الله في الليل الله يغير وفق الله الجميع
حرر في الجمعة 06-12-1431 هـ 09:27 مساء || رقم المشاركة : 13570
دين الله أحق أن يقضى رأيتم قدرته تعالى وكان ذلك محبة لكم واصطفاء فهنيء لكم ياأولياء الله لقد رتب لكم وأخرجكم في مكان مميزمحتاج لأمثالكم حتى قضيتم فترتكم وعدتم من خروجكم فسبحان القادر عى كل شيء ويا لحظكم وأسألكم بالله أن لاتنسونا في دعواتكم وجزاكم الله كل خير ووقاكم كل شر والصلاة والسلام على أشرف المرسلين