حرر
في الأحد 02-03-1437 هـ 07:34 مساء - الزوار : 1893 - ردود : 0
الدمع سال
طلَّت مِن عُيوني نظرة مَحرومة، ترقب طيف الحنان، الدمع سالَ، الكلامُ لا يعرف طريق اللسان، متى يقف ذاك الدمع الذي يسير في فؤادي من سنين، مر طيف الذكريات.. أريد أن أحرر صوتاً يَأخذُني إلى هناك، حيث حطت قدماي في أسفار أحنُّ لعودتها من جديد، ويَنعم القلبُ برَوعة حرية النَّسيم.
أشتاق لرؤية نور الشمس حين تُعانق الجبال وأنا في رحلة بين جمال يأخُذ من أحزاني كما تأخذ الأمطار كثبان الرمال.
اثبتْ يا قلمي، احتمل يا ورقي، ما عادت خُطاي تعرف الطريق منذ فراق الأحبة.
اهدأ يا أنين القلب، انتهِ ولا تذهبْ في مَتاهات الآه يا فكر، لا تتقيَّد بصدى الآهات، احذر الغرق في ليلِ الأنين الذي يُسمع من قلب السكون، يا قَطرات النَّدى اختلطي بدموعي لتُواسي الحال، واحذَري حرَّ الدموع لكي لا تقطع خيوط الأمل المُتبقيَة في مقلتي الملقاة في قلب بساط الربيع.
يا عروق الياسمين، أَسقطي قطرات شذاك على كفِّ يدي؛ حتى تذهب لوعات الصدر، وحُرقةٌ تكاد تأتي على كل ما هو جميل مِن مُكوِّنات لوحة تَسقُط مِن قلبها معانٍ وتغيب أنوار رَسمها فاق معنى الجمال.
المَسير أميال النظَر يقلِّب جنَبات الدروب، لعلَّ زهرة فيها أمل وطيرًا مُؤنِسًا بل نِسمة تُريح القلبَ مِن سفرٍ طالَ في بحث عن بحر الراحة لأُلقي فيه كلَّ حمل أتعَبَ كاهلي أنا.
يا مَن تَسمع وقع الأحزان في القلب المُنهَك من جرْح الزمان، أرحْ قلبَ مُتعطِّش لنَسمات الربيع المُذهبة بنور الشمس.
مَولانا، أصبَحَ الليل يُوحشنا فيَسِّرْ لنا الأنس بين يديك في ثلثه الأخير لتَنتهي عذابات، وإليك وحدك الشكوى، إلهنا.
ربنا اغفر وارحم، واهدنا إلى السبيل الأقوم، واهد كلَّ بعيد عن نور طريق الهُدى، يا مَن أكرمتَنا بنِعَم شتَّى، والصلاة والسلام على نبيِّ الهدى محمد صلى الله عليه وسلم.